عندما أراد حاتم الأصم أن يحج بيت الله جمع أولاده وقال لهم أريد أن أحج هذا العام ، فقالوا له ومن يطعمنا ويتولى أمورانا وشؤننا ، فقالت إحدى بناته وكانت على قدر من التقى يأبى توكل على الله فإنك لست برازق ، فسافر حاتم وبعد أيام قليلة نفد الطعام الذى كان فى البيت ، وأخذت الأم وأولادها يعنفون هذه البنت التقيه ، فرفعت البنت يدها الى الله تدعوه وتقول يارب لقد عودتنا فضلك فلا تحرمنا من فضلك ولا تخزينى بين أهلى ، ثم يمر أمير البلدة يتفقد أحوال الناس وعندما مر أمام بيت حاتم أصابه ظمأ شديد كاد أن يقتله فقال للجنود أريد كوب من الماء ، فأسرع أحد الجنود إلى أقرب باب بيت فكان بيت حاتم الأصم فطلب من أهل البيت أن يحضروا كوبا من الماء للأمير ، فأحضروا كوبا نظيفا وماء باردا ، فلما شرب الأمير هذا الماء وضع الله له اللذة فى هذا الماء ، فسأل الأمير بيت من هذا؟ ، فقالوا : بيت حاتم الأصم فقال : الأمير حاتم الرجل الصالح ، قالوا : نعم فقال الأمير : الحمد لله الذي سقانى من بيوت الصالحين ، فسأل الأمير عن حاتم ليسلم عليه فأخبروه أنه يحج بيت الله ، قال الأمير: إذا وجب على أن أكافىء أهل بيته فى غيبته فأخرج سره مليئة بالذهب وألقها داخل بيت حاتم ولكن الرزاق جل وعلا أراد المزيد فأنطق الله الأمير بعدما نظر إلى جنوده فقال من أحبنى فليفعل مثل ما فعلت ، فألقى جميع الجنود ما معهم من ذهب أو فضة ، ثم دخلت البنت التقية النقيه مسرعة إلى داخل البيت وهى تبكى فذهبت خلفها أمها وأخواتها وقالت الأم لماذا تبكى ؟ لقد أصبحنا من الأغنياء . فقالت البنت : لقد نظر إلينا مخلوق نظرة فاغتنينا فكيف إذا نظر الخالق إلينا .
إرسال تعليق