الحمل والطفل
pregnancy

0
هل تُنقص الصدقة المال بالفعل؟
ربما يكون هذا السؤال عجيبًا، فأهل العقل منكم سيقول: فعليًا تُنقص كم المال، ولكنها تزيد كم البركة. وأهل التجربة سيقولون على الفور: الصدقة تزيد المال بالفعل، كمًا وكيفًا. 
هذه القصص عشت بعض منها بنفسي، ورأيتها بعيني، والبعض الآخر رواه لي أهل الثقة من المعارف والأصدقاء. 
1-يقول أحدهم تعرفت زوجتي على سيدة مسنة صالة الألعاب الرياضية، وأصبحا أصدقاء، تتزاوران فيما بينهما، وكان أكثر ما لفت انتباه زوجتي في هذه السيدة هو كثرة الصدقات. كانت تتصدق وكأنها لا تخشى الفقر .. كانت تتصدق كما يأكل الإنسان كي يعيش. سألتها زوجتي عن هذا الأمر، فقالت لها: يا بنيتي منذ أن هداني الله إلى هذه الطاعة، وإذ بالخير الكثير يأتي إليّ بدون حساب كلما تصدقت، فأتصدق، فيزداد الخير أكثر في مالي وأولادي، فأتصدق، فيزداد الخير أكثر وأكثر، حتى اعتادت نفسي هذا الخير فلم أعد أستطع التوقف عن الصدقة. 
2- موظف كان يشتكي ضيق العيش وكثرة الديون، فسأل أحد الأصدقاء عن الحل، فنصحه بتخصيص مبلغ ثابت من المال يتصدق به كل شهر من راتبه. فتعجب الموظف: أنا بالكاد يكفيني راتبي، بل أكاد أكون مُستحق للصدقة، فمن أين لي بما أتصدق به؟ فرد الصديق: جرّب والله ولن ترى إلا خيرًا. 
قام الموظف بتخصيص مبلغ ثاتب من راتبه كل شهر للصدقة، وفوض أمره إلى الله أنه سيعوضه خيرًا. يقول: بعد فترة من التزامي بالصدقة الشهرية، بدأ الله يزيل الهم والقلق من قلبي وأبدله بالاطمئنان، وأحسست براحة وسرور بالغ في نفسي، ووفاق مع زوجتي وأبنائي، ثم بعد فترة رزقني الله بعمل إضافي بعد الدوام لا يستغرق الكثير من الوقت، ولكن عوائده المادية كبيرة، وتمكنت في وقت قصير من تسديد ديوني كلها والتوسعة على آل بيتي. 
3- الصدقة ليست وسيلة لمضاعفة الأموال فقط، ولكنها كذلك وسيلة لإدخال البركة في حياتك. يروي مهندس ميكانيكي قصته فيقول: أعمل بشركة مرموقة وراتبي مرتفع للغاية، ولكن على الرغم من ذلك لا أستطيع توفير شيء منه، بل لا يتبق منه شيء آخر الشهر، بل وأحيانًا ألجأ للاقتراض حتى ميعاد القبض. نصحني أحد الإخوة بتخصيص جزء ثابت من الراتب للصدقة، فبدأت بتخصيص 500 ريال كل شهر من راتبي كصدقة. من الشهر الأول – ولا أدري كيف والله – استطعت توفير 2000 ريال على الرغم من أن التزاماتي وفواتيري الشهرية لم تتغير. فاستعنت بالله وزدت المبلغ المتصدق إلى 900 ريال كل شهر، فلم يمض نصف العام إلا وأُفاجأ بأن الشركة أعلنت زيادة رواتب كل الموظفين. هذا والله غير البركة والراحة والسرور المنتشرة في أسرتي وبين أبنائي. 
4- أحد رجال الأعمال لديه شركة مقاولات، ومن موظفي الشركة مهندس فاشل في عمله. ليس فاشلاً فحسب ولكنه كذلك يتنطع بجهله على زملائه وعلى العملاء، وتسبب في بعض الخسائر المالية المحدودة للشركة في صورة أموال مهدرة كان يمكن توفيرها، وذلك بسبب جهله وسوء تقديره للأمور. وعلى الرغم من ذلك يتقاضى أجره مثله مثل بقية المهندسين في الشركة. اشتكى الكثير من الموظفين إلى صاحب العمل هذا الموظف العديد من المرات، وطلبوا منه فصله من العمل، ولكنه كان يتجاهل طلباتهم بدون إبداء أسباب. وحينما سأله صديقي (وهو مقرَّبٌ إليه) عن سبب تمسكه بهذا الموظف على الرغم من فشله، أخبره مدير الشركة: يا أخي لعلنا نُرزق به .. ألا تلاحظ أننا لم نفقد صفقة واحدة منذ أكثر من ثلاث سنوات؟ دعه، فهو صدقتي في عملي. 
يقول المولى تبارك وتعالى: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴿سبإ: ٣٩﴾

إرسال تعليق

 
Top